مع حضرة النبي محمد (صلی الله علیه واله وسلم)

في لحظات التوهان و الارتباک ، عندما تجد الواقع من حولک مضببا ملبشا ، والناس مشوشة و الحقیقة مداسة بنعال التسلط والتطرف و المواطن یذل من حکام و یضل من شیوخ ، لا حل غیره ، أنا لاجيء سیاسي و دیني إلیه ..

لا تأشیرة ولا ختم سفر ولا سفارة ولا عمارة ولا حرس ولا عسس ولا مدیر مکتب ولا دفتر مواعید ولا غضب ولا عتب..

ذهبت إلی حضرة النبي المصطفی ، نبینا العظیم محمد صلی الله علیه وسلم هو وحده الذي یحق لنا أن نسأله. 

جلست هناک بین صفحات مجلدات صحیح البخاري ، أسأل و أسمع و أبحث و أنصت لجواب النبي الکریم وها هو نص الحوار ملتزما بحروف النبي صلی الله علیه وسلم دون تصرف ولا تبدیل وحاشا لله أن نمد سن قلم في ألفاظ نبي مکرم.

کان لنا شرف سؤال النبي (صلی الله علیه وسلم) (متوضئین) وکان لنا اجتهاد سماع جوابه.

* سؤال کل مسلم ، حلم کل مسلم ، کیف یدخل الجنة؟

_ من یضمن لی ما بین لحییه وما بین رجلیه أضمن له الجنة (2032).

* لکن الوصول إلی الجنة یبدو صعباً شاقاً وسط زحام الدنیا بالمغریات والإغواءات ولا یستطیع الإنسان أن یعرف کیف الوصول إلیها وسط کل هذا التخبط الذي نعیشه؟

_ الجنة أقرب إلی أحدکم من شراک نعله ، والنار مثل ذلک. (2035).

* یخرج علینا شیوخ یحرمون علینا عیشتنا و یضخمون أخطاءنا و یصورون أفعالنا کلها ذنوبا وکبائر ، فما الکبائر؟

_ الاشراک بالله

* ثم ماذا؟

_ عقوق الوالدین .

* ثم ماذا؟ 

_ الیمین الغموس 

* وما الیمین الغموس؟

_ الذي یقطع مال امريء مسلم ، هو فیها کاذب . (2160).

* وما یحدث فی الوطن من فساد و إفساد سیاسي و اقتصادي و أخلاقي ألا یستدعي المواجهة العنیفة والحادة مع المجتمع بأسره؟

_ إن الله رفیق یحب الرفق في الأمر کله. (2163).

* نری جماعات من الناس أطالت ذقونها و قصرت ثیابها ، یصلون في المساجد و یعتکفون و یقولون عن أنفسهم (ملتزمین) ، نشهد لهم بحفظ القرآن و تلاوته و دوام الصلاة و قیام الصیام .. لکننا نراهم منشغلین جداً في تکفیر الناس إن قالوا وإن لبسوا وإن سلکو بطریقة تخالف رأیهم ؟

_ إذا قال الرجل لأخیه یا کافر فقد باء به أحدهما.(1925).

* رغم ما هم علیه من تدین وألتزام ؟

_ یخرج في هذه الأمة قوم یتقرون صلاتکم مع صلاتهم یقرؤون القرآن لا یجاوز حلوقهم أو حناجرهم ، یمرقون من الدین مروق السهم من الرمیة ، فینظر الرامي إلی سهمه ، إلی نصله ، إلی رصافه ، فیتماري في الفوقة ، هل علق بها من الدم شيء. (2164).

* نحن نری الرجل یقول عن نفسه الحاج فلان ویسبح علی مسبحة ویصلي فروضه حاضراً وجماعة ، بینما یقبل الرشوه ویأکل حقوق الناس !

_ إن مما أدرک الناس من کلام النبوة الأولی إذا لم تستح فاصنع ما شئت .(1929).

* نشاهد حکاما في وطننا العربي وقد أثرو وتفحشوا وتوحشوا مالا وثراء ونفوذا لا نستطیع أن نسألهم أمراء و حکاما و رؤساء و وزراء ، من أین أتیتم بکل هذه الثروات و الأموال ، ماذا تقول لهم یا سیدي و رسولي؟

_ أفلا جلس في بیت أبیه و أمه حتی تأتیه هدیته والله لا یأخذ أحد منکم شیئاً بغیر حقه إلا لقی الله یحمله یوم القیامة ، فلأعرفن أحداً منکم لقی الله یحمل بعیرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار . ثم رفع نبینا الکریم یده حتی رؤی بیاض إبطه.

_ اللهم هل بلغت . (2183).

* لکن هناک حکاما و امراء و مسؤولین في کافة أقطار الوطن العربي کأنهم لم یسمعوا بلاغک النبوي ؟ 

یحلون مال الدولة و یتربحون من بیت مال المسلمین دون حسیب أو رقیب ؟

_ ما من وال یلی رعیة من المسلمین فیموت وهو غاش لهم إلا حرم الله علیه الجنة . (2234).

* إن حکامنا یظلمون شعوبهم ؟

_ الظلم ظلمات یوم القیامة . (734).

* ویستولون علی الوطن والرزق والنفس والأرض؟

_ من أخذ من الأرض شیئاً بغیر حقه ، خسف به یوم القیامة إلی سبع أرضین . (735).

* نشهد هذه الأیام ظاهرة تتعاظم وتنتشر بشکل یثیر التنبه وهو تحول المسلمین إلی طالبی فتاوی في أمور واهیة ویطرحون أسئلة عن کل شيء حلال هو أو حرام؟

_إن أعظم المسلمین جرما من سأل عن شيء لم یُحرم فُحرم من أجل مسألته. (2276).

* ولکن ألیس من حق الناس أن تسأل حتی في نشأة الکون وخلق آدم وحواء والهبوط من الجنة؟

_ لن یبرح الناس یتساءلون حتی یقولوا هذا الله خالق کل شيء..

فمن خلق الله. (2277).

* نعیش في عصرنا هذا حالة من المناظرات بین الأسلام والمسیحیة والیهودیة سواء في برامج التلیفزیون أو شرائط الکاسیت وعلی الإنترنت ویتبارز الشیوخ مع القساوسة والحاخامات ویتدافع المسلمون وراء هذه المناظرات اهتماما وشغفا بتفضیل نبینا علی غیره من الأنبیاء؟

_ لا تخیروني علی موسی ، فإن الناس یصقون یوم القیامة فأصعق معهم فأکون أول من یفیق فإذا موسی باطش جانب العرش فلا أدری أکان فیمن صعق فأفاق قبلی أو کان ممن استثنی الله. (719).

* وما علامات تراجع وطن وانحدار أمة وضعف شعب؟

_ أن یقل العلم ویظهر الجهل. (54).

* ولکننا نری شیوخا و وعاظا ودعاة یملأون شاشات الفضائیات والجرائد والمساجد ألیس هذا دلیل انتشار علم؟

_ إن الله لایقبض العلم انتزاعاً ینتزعه من العباد ولکن یقبض العلم بقبض العلماء ، حتی إذا لم یبق عالما ، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فافتوا بغیر علم ، فضلوا وأضلوا .(59).

* وکیف نتعامل مع المنافقین المتلاعبین علی کل الحبال ، ینافقون السلطان و یدعون معارضته ، یظهرون المودة ویغمدون الکراهیة.

_ تجد من شرار الناس یوم القیامة عند الله ذا الوجهین ، الذي یأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه.(1913).

* وإذا أردنا التقرب لله عزوجل ، فهل نجاهد بالحرب والضرب في سبیل الله ، أم ماذا نفعل بالضبط ، أي العمل أفضل؟

_ الصلاة علی میقاتها.

* ثم أي؟

_ثم بر الوالدین.

* ثم أي

_ الجهاد في سبیل الله. (861).

* وأي الناس أفضل؟

_ مؤمن یجاهد في سبیل الله بنفسة و مالة. (862).

* وإذا لم نستطع الجهاد والقتال سواء لأننا لانقدر أو أنه لا أرض للجهاد والقتال.. أي الناس أفضل بعد المجاهدین.. من؟

_ مؤمن في شعب من الشعاب یتقي الله ویدع الناس من شره.(862).

* وهل کل جهاد في سبیل الله؟

_ الله أعلم بمن یجاهد في سبیله.(894).

* یحدث الآن في العراق أن جماعات تقول عن نفسها مقاومة ضد الاحتلال، لکنها تقتل العراقیین و تنسف بیوتهم و أحیاءهم و تسفک دماء الصغار والکبار تحت دعوی المقاومة فإذا بها تقتل المسلمین لا المحتلین.

_ من حمل السلاح علینا فلیس منا. (2213).

* وماذا نقول لهم یاسیدي ورسولي الکریم؟

_ لا ترجعوا بعدي کفاراً یضرب بعضکم رقاب بعض. (2214).

* هناک من یزین للسلطان ظلمه وللإرهاب إرهابه وهم یرددون القرآن الکریم ویتحدثون باسم الإسلام ویحفظون أحادیثک الشریفة!

_ یجاء برجل فیطرح في النار، فیطحن فیها کطحن الحمار برحاه ، فیطیف به أهل النار فیقولون أي فلان الست کنت تأمر بالمعروف وتنهي عن المنکر فیقول إني کنت آمر بالمعروف ولا أفعله ، وأنهی عن المنکر وأفعله. (2221).

* أخشی أن أکون قد تجاوزت في السؤال وأخطأت في الجهاد الحوار 

_من تعمد علی کذبا فلیتبوأ مقعده من النار.

* لکل نبي دعوة مستجابة یدعو بها، فما هي دعوتک لله یا نبي الله؟

_ أرید أن أختبيء دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة. (1983).

«الأرقام الواردة في الحوار هي أرقام الصفحات من کتاب البخاري.»

بقلم ابراهیم عیسی

تم عمل هذا الموقع بواسطة