* ما عندنا خبز ولا وقود.
ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود
- كيف تعيشون إذن؟!
* نعيش في حب الوطن!
الوطن الماضي الذي يحتله المجوس
والوطن الباقي الذي
يحتله المجوس!
- أين تعيشون إذن؟
* نعيش خارج الزمن!
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن الآتي الذي
ليس له وجود!
- فيم بقاؤكم إذن؟
* بقاؤنا من أجل أن
نعطي التصدي حقنة،
وننعش الصمود
لكي يظلا شوكة
في مقلة الحسود!
وضعوني في إناء،
ثم قالوا لي تأقلم،
وأنا لست بماء،
أنا من طين السماء،
أنا من روح السماء،
وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم،
خيروني بين موت وبقاء،
بين أن أرقص فوق الحبل، أو أرقص تحت الحبل،
فاخترت البقاء: قلت أعدم،
كنت أسير مفردا أحمل أفكاري معي،
ومنطقي ومسمعي،
فازدحمت من حولي الوجوه
،
قال لهم زعيمهم خذوه،
سألتهم ما تهمتي؟
فقيل لي: "تجمع مشبوه
ربي مـالي أبكي ومالي أغنّي وحياتي تصدّ نجـــــواكَ عني
أنا أهــــواكَ لا لنعماكَ تستهوي كياني ,ولا لجنّةِ عدن
ِ
أنا اهواكَ للهوى ترعشُ الروحُ بأفيائي ,ويهتزُّ لحني
للسماءِ الزرقاءِ,تنسابُ منها شعلةُ النورِ في جلالٍ وفنِ
لليالي القمـــراءِ والسحبِ تحدوها إلى الفجرِ في دلالٍ وحسنِ
للصبـــــــا يوقظُ الصبابةَ في الأعمـــــاقِ,والحبُّ في الضلوعِ يغنّي
للربيعِ الحبيبِ يبتسمُ الزهــــــرُ بواديه ,للنّدى المطمئنِ
للشواطىءِ تمازجُ النسيمَ الرخوَ بآفاقِهــا بألطفِ جـــــفنِ
أنا أهواكَ: إنَّ آثـامي السودَ ستنزاح في شعاعِكَ عني
ربي هذي حقيبتي ليسَ فيها لي من قربةٍ سوى حسنُ ظني
لـك كــل الـسـنـيـن وكــــل الأعـــوام واخــذ كــل العمــر لــو كـــان غــالــي إلـك عـيـن
الــتــي مــــا تـقــبــل أتـنـــام
تـظل
حــــارس إلـك طــول ألــيـــالـــي نـضــرب لك مـثـل مـن جــور الأيـــام مــن زاد الـسـهــــر نـــال الــعــلالــي إلـك
نـصحـى
وبعـد مــا نحـلــم أحـلام ولا نـصـنــع فـلــم اكـــشـن خــيـالــي ودعـنـا الــجـُبـُـن، دمــرنـــه الأوهـــام تعــال و شـــوف
أفـــعــال الـــرجالــي إلـك نــرقـص علــى خشبــات الإعــدام ونـتـصــارع عـلــى بـــوس ألـحـبـالــي إلـك جـِهـزَت
ضحـايـه
وشـدت أحــزام تـــريـــد الـمـــوت ولا ذل الـمـلالــي إلـك والـنـاس تـشـهـد لابــن عــيــلام ويـشـهـدلك بـطـل
جــســـر
الهــلالــي كـفـى العــربـــان تحمـل منك أوســـام مــثـل خـزعـل يظل تـــاج الـمعــالــي إلـك نـرفـع عـلم أعـلـى مـن
الأعــلام ونـحــرج أرواحـنــه وبصــوت عـالـي إذا دارت رحــى وطالــت ألـف عـــام نــرجــع احــوازنه بــكــل الاحــوالــي
وضعوا فوق فمي كلب حراسة،
وبنوا للكبرياء في دمي سوق نخاسة،
وعلى صحوة عقلي أمروا التخدير أن يسكب كأسه،
ثم لما صحت: "قد أغرقني فيض النجاسة"،
قيل لي: "لا تتدخل في السياسة"؛
تدرج الدبابة الكسلى على رأسي إلىباب الرئاسة،
وبتوقيعي بأوطان الجواري، يعقد البائع والشاري مواثيق النخاسة،
وعلى أوتار جوعي، يعزف الشبعان ألحان الحماسة،
بدمي ترسم لوحات شقائي، فأنا الفن وأهل الفن ساسة،
فلماذا أنا عبد، والسياسيون أصحاب قداسة؟
قيل لي: "لا تتدخل في السياسة" شيدوا المبنى وقالوا أبعدوا عنه أساسه،
أيها السادة عفوا، كيف لا يهتز جسم عندما يفقد رأسه؟
بتر الوالي لساني
عندما غنيت شعري
دون أن أطلب ترخيصا بترديد الأغاني؛
بتر الوالي يدي
لما رآني في كتاباتي أرسلت أغانيّ إلى كل مكان؛
وضع الوالي على رجلي قيدا
إذ رآني بين كل الناس أمشي دون كفي ولساني،
صامتا أشكو هواني؛
أمر الوالي بإعدامي عندما لم أصفق عندا مرّ،
ولم أهتف،
ولم أبرح مكاني.