ابراهيم الديراوي،الرجل الذي تکلّم حين کان الکلام محرّماً
الرجل الذي علّم الکلام للرجال الذين صمتوا حين کان الکلام واجباً.
الرجل الذي عندما تکلم کان کلامه شعراً و درساً و عبرة و رسالة
احيت الضمائر و ظلت نبراساً منيراً .
الرجل الذي علَّى مستوى الشعر و نفخ في مفرداته روحاً لم يعرفها من قبل ، لم تمت يا شيخنا فخلف کل (سِلة) بکل نخلة يولد شاعر مثلک ، نعم يولد شاعر مثلک فمنارتک تشعّ و منارة السکراني لم تزل تشع بضياءها و منارة ابا سرور لم و لن تنطفئ ابداً .
احتضنته المحمرة ليزداد طهراً على طهرها و نام بفّي نخيلها ليرتوي من شط العرب و هو يرويه قصائد من الگلايد .
ازدادت تربة المحمرة حُمرة و جمالا و إزدادت الارض فخراً و شموخا ، کذب مَن قال أنتَ متّ فهل يموتَ الشعر و الأدب الاهوازي.؟
نم فها انت قد أديت الأمانة و
لم يترکک الأهوازيين لأنهم خافوا ان تموت و تدفن بالغربة
و قاموا بالواجب بدل أن يشيعوک (غربه) .
اتوا ملبين النداء من کل حدب و صوب حينما سمعوک تنادي
(لا گرابه
او لا معارف)
و سمعک ملا فاضل السکراني و ستار ابا سرور الصياحي و کل الأهوازيين هناک
حين قلت ( و انه اکره الجنة ألما بيهه واحد من سلفنه ) نعم سمعوک کلهم و سيأتون و الشوق و اللهفة تملأهم للقاک.
قد لا اوفيک حقک بکلامي هذا لکني ساردد دوماً الأسماء الجميلة لبلدي الاهواز و عبادان و المحمرة و الدورق ، فلولاک و لولا التأريخ لما خُلِدت هذه الأسماء و لن أنساک حينما قلت :
( و أوداعت دورگنه الما دنّگ راسه و هبط يوم ابعمره
أوداعت عبّادان الشايع بين الوادم صيته و ذکره
أوداعت گاع الدوم اتهوّس مو خرمشهر آنه امحمّره
أوداعت کل ذرّه ابهل گاع من جدم الخاين تتبرّه ) .
نعم ستتبرّا منّا الارض أن خنّا الأمانة فطبت و طابت خطاک و نحن على نهجک سائرون و لوصيتک حافظون و سوف لن نرکع ، مثلک تماماً حينما قلت ( لا لا يمه وداعت خالي وداعت خوتکم ما ارکع ) .
رقد أبن المحمرة و شيخ الشعراء الأهوازي في مثواه الأخير بعد محاولات و اصرار من کافة اطياف المجتمع ليدفن في جزيرة صلبوخ، ليکون منارة تشع للاجيال القادمة في هذه البقعة المنسية من الارض .