ارد اسولف قصتي للربع جاي

كل حياتي امن اولي التاليتي

امن الطفولة والكدر والهم غطاي

والمكابر والاحزان لعبيتي

علمتني امي الحنينية من صباي

وظل درسهه ثابت ابذهنيتي

يبني من يعطش ضميرك لا تطيح

وآنه هم لا تقبل ابمنيتي

وعلمتني ادروس كثرة ام الحنان

وكلمتها ابعز نفس تربيتي

وعلى اعناد الضيم كبريت وصرت

ومر صبر

گوتی صفه وتغذيتي

گمت

اطيح امن المجاعة اوما اصبح

خاف تزغر بلربع شخصيتي

هذا كله و الاشد ضيم الخصيم

الناوي يمحي اصلي او جنسيتي

اتحزمت ابزود وابنخوت عرب

وبسم يعرب هوست قافيتي

وانجمعنه والربع كلهم معاي

اتحققت

چنها يروحي امنيتي

آنه سرت ابهل مسير او ماازل

اوللابد لا ما اغير نيتي

بس ل

چن ربعي تخلو بلعجل

چی تحت رقم الصفر مالیتی

انهجم بیت اهل المناصب والمقام

الحصلوا ه

ذا المهم بلحيتي

يرغبون العنده نقال او

پژو

وآنه لا كو

پرايد لاني اكويتي

احواي دشداشة هديه امن الصديج

وحته طلبه امن العرب

چفیتی

بس

لچن عندي قناعة امن الكريم

وبلكرم والزود عامر بيتي

او ما اتنازل من قضيتي اشما يصير

آنه عربي وافخر ابقوميتي

 

الشاعر الشعبي الكبير، ابوامجد الحيدري أصدر ديوان صرخة بمساعدة الاخ الاستاذابوسمير الناصري في تاريخ 1425 ه ق. وقد إحتوى هذا الديوان على كم كبير من الشعر الشعبي الجميل يتعدد ويتنوع من قصيدة الى ابوذية الى موال... وكذلك من حيث المضمون فهو يضم بين دفتيه الكثير من المواضيع الدينية والاجتماعية والوطنية...كنتُ ومازلتُ اتصفح هذا الديوان القيم، وكل مرة ينتابني حس غريب، أشعر بأنني أمسك ديوان" للريل وحمد" للشاعر المناضل الكبير مظفر النواب. وليس غريباً اذ اني اجد نفس الحماس عند الحيدري، كذلك المس نفس الحزن الاجتماعي-الفردي بين صفحات ديوان "الصرخة".

 

ما جعلني أن أتطرق لقصيدة" آنه عُرْبي" هو، أنها اجتماعية الى حد كبير. وفيها مضامين وطنية-قومية كبيرة. ونحن مع كل الاسف خاصة اصحاب القلم المدون نظلم هكذا قصائد. فكم سمعت وشاهدت من قصائد كهذه القصيدة ولكن لم نقم وزناً لها. كثير من المثقفين يحسبون الثقافة كامنة في مفردات فصحى وحسب. وهذا تفكير فيه الكثير من الخلط. الادب الشعبي منصنة او ارضية. او هو الواقع الذي يجب أن نعرف وندرس مشاكلنا عبره. هناك الكثير منا يحاول القفز على الواقع، ويقفز ثم يقع فيحصل فشله. وفيجب أن نكون واقعيين؛ أن مجتمعنا مازال متاخرا-متخلفا. وفيه الامراض الفكرية-التطبيقية الى ما شاء الله. ولا استثناء لمثقف او متعلم او متدين او ثري...

 

بالعودة الى شعر "آنه عُربي" لابد من القول أن هذا الشعر هو تعبير واضح جلٍ عن الفقر والمعاناة لكثير من ابناء الشعب. ونعرف أن هنا اثرياء يوجدون بيننا لكنهم جدا قلائل. فلا يجب ان نجعل النادر قاعدة، بل انه شاذ والشاذ لا تُبنى عليه قاعدة. وهنا نقطة تتجلى حسب قاعدة؛ تعرف الاشياء بنقائضها. إن شعر "آنه عربي" شعر شعبي، شعر الشارع والزقاق، شعر الخبزة والملح، شعر المشاعر المكبوتة، وشعر يقدم لك الواقع على طبق من بلاغة الشعب. هذا الشعر الذي هو قطعة مأخوذة من صميم الواقع الاهوازي يقف أمام كثير عالياً من الشعر الذي لا صلة له بالواقع، وهناك الكثير منه في الشعبي والفصيح. فكم منعبثيات الشعر الشعبي التي تبث ثقافة التفريق وثقافة اللعب بالمرأة. وكم من شعر فصيح لدينا لا هو للسماء ولا هو للارض.

ارد اسولف قصتي للربع جاي

كل حياتي امن اولي التاليتي

امن الطفولة والكدر والهم غطاي

لما أمشي في شوارع الاهواز، من الخفاجية والسوس الى الفلاحية وعبادان...كم ارى اطفالا حفاة...بثيابٍ متسخة رثة وهم يمورون بالطين والاوحال. ولم اذهب بعيدا بل في نفس الاهواز المدينة وببعد كيلومتر واحد عن مركز المدينة، يستوقفني ابن جاري وهو في 12 من عمره ليقول؛ عمو صف لي كيف تكون المدرسة؟ الطفولة عندنا تموت موتا فجيعاً. طفولة ابناءنا راسبة في اوحال الفقر والجهل. وكلنا نعلم ان لا مستقبل دون جيل الاطفال.

وابوامجد الحيدري يضع يده على هذا الجرح النازف الكبير ليصرخ" امن الطفولة والكدر..." وحسب علماء النفس أن الطفولة نصف العمر. من كانت طفولته سعيدة فيسعد والعكس صادق. وكما قلنا أن اكثرنا واكثر اطفالنا يمضون الطفولة بلا طفولة. وللامر نتيجتان: الاولى ان النقص النفسي سوف يظهر بشكل مشاعر عملية او فنية سوية وغير سوية...والنتيجة الثانية أن الفقر الطفولي سيكون هو الفقر في الكبر. فمن لم يكسب علما وشهادة فلسوف يسقط من قاطرة الحياة الى حد كبير.

وهنا نقطة هامة طالما أكد عليها أخي واستاذي عبدالمجيد الحيدري(ناشط اجتماعيوهو الاهتمام بادب الطفل. وما عدى السيدة الفنانة سهام سجيرات فنادرا ما يوجد اديب اهوازي عبر عن معاناة الاطفال اولا او كتب بهدف تثقيفهم. نحن الاهوازيون نقتل الانسان الاهوازي بشكل بشع. ولكن نقتل الطفولة بشكل ابشعهذا لانها بريئة وملائكية وهي امانة وهي ثروة ولكن مع كل الاسف لا مكانة لها عندنا اصلا.

علمتني امي الحنينية من صباي

وظل درسهه ثابت ابذهنيتي

يبني من يعطش ضميرك لا تطيح

ولولا الام لما بقيت منا انسانية. والطفل او الانسان الاهوازي لم يبقَ لديه سوى هذه الام. تربية الام الطبيعية الفائضة بالحب والحنان هي التي ترثه الفطرة الالهية-الانسانية. دروس الام الغيورة وإن كانتْ اُمية لكنها تعلمه طريقة حياة توجهه نحو الشموخ رغم الصعاب. تعلمه أن يقف قسراً على واقع لا يريد له الوقوف. فهنا الام الاهوازية التي هي لا حول لها ولا قوة وغارقة في الفاقة لا تريد لابناها ان ينكسر. لا تريد له أن يستسلم. يعز عليها ان يرضخ هذا الطفل-الانسان امام الثقال. أنها تحترق ولكن لا تريد الذل لا لنفسها ولا لابنها.

وهنا كلمة "الضمير" هي اجمل كلمة يرددها ابوامجد. فلا وجود للانسان دونما ضميروقد يجف هذا الضمير! لكنه مجرد عطش ،فلايجب ان العطش يغيِّر طبيعة الانسان. والسؤال هو كيف يجف الضمير؟ نعم الضمير يجف..بفعل الزمن القاسي الذي هو اصل الجفاف. جفاف الزمن من الاخلاقيات والقيم والمبادئ ينفذ الى الضمير فيأخذ منه نسمة الانسانية وجدول الآدمية. لكن شاعرنا لا يرضى لا للزمان ولا للضمير ان يتخليا عن المبادئ. ويصرخ بعالي الصوت الرجولي وبحنان الام الانثوي ان؛ لا مجال للسقوط من قيم الضمير.

وآنه هم لا تقبل ابمنيتي

وعلمتني ادروس كثرة ام الحنان

وكلمتها ابعز نفس تربيتي

وأما كيف يجب أن نحيي القيم والمبادئ التي تُحارب من كل حدب وصوب؟ وهنا يعتقدابوامجد أن الحنان هو العامل الاساس. فاذا لا يحصل القوت ولا الثوب المكفي الكريم. ولا يحصل الترفيه والسفر والمال...لتربية الاطفال الاهوازيين، فهل يبقى شئ سوى حنان نابع من القلب والروح؟ لكنه هو الاصل. وأظن هو النواة التي بزغ من قرارها الوجودي الكوني لهذا الطفل الاهوازي المظلوم. الحنان غذاء الروح الذي سيغني الطفل حاجات كثيرة ولو انها تبقى مؤثرة ومعرقلة ولكنه يبلل ارض الروح الطفولية لكي لا تموت نباتاتها الانسانية.

ويثمر الحنان بقول ابو امجد "وكلمتها ابعز نفس تربيتي" لقد نبتت اعشاب القيم في واحة الضمير لدى الطفل الاهوازي بفضل المحبة. وصار يجسِّد القيم الانسانية العربية بكلامه عن العز. والعز ليس المكان الرفيع جغرافيا او اجتماعياَلابل المعزة هي الابتعاد عن الدنيئ النفسي-الروحي. واظن الشاعر يقصد امراً آخر وهو ؛أنه صار يستجيب لذلك الحنان الامومي. لقد بات يقدر محبة الامويبادلها نفس المحبة. وهذا يدلُ على أن الام الاهوازية ناجحة في تربية الطفل وإن كانت في عسر ومشقة..وتنجز المهمة عبر التضحية والفداء الودادي الامومي الاصيل.

وعلى اعناد الضيم كبريت وصرت

ومر صبر

گوتی صفه وتغذيتي

گمت

اطيح امن المجاعة اوما اصبح

خاف تزغر بلربع شخصيتي

والطفل الاهوازي يكبر. نعم هناك مشاكل عديدة في طريقه. وهي تؤلمه الى حدٍ كبير.ولكنه في الاغلب يصبح ذا شخصية ذا غيرة وبسالة. هذا لان الثقافة العربية عموماً هي ثقافة تطمح للشرف والكرامة. ولا نغض الطرف عن العيوب الكامنة في سبيل الحصول على قيم الشرف والكرامة في الثقافة الاهوازية. ولكن على عيوبها تقدم قدراً لابأس بهِ لتكوين اجيال ومجتمع اهوازي.هناك كانت سياسة تمارس للحد من نمو النفوس. والآن توصلوا الى انها تؤدي الى اضمحلال الشعوب. فيجب أن يكون الطفل ليكون الشعب. وصحيحٌ أننا نعاني من المشاكل الجمة ولكننا لن نخيب في الحصول على شخصية اهوازية ذات مبادئ سامية. وهذا ما يصرح به شاعرنا العبقري الذي هو خبير بالشعب. فيقول أن المجاعة لم تدع الطفل-الانسان الاهوازي ان يسقط من سلم الانسانية. او يفقد حضوره في الحياة والحضارة.

وكل هذا يتم بفضل الشخصية الاهوازية. الانسان الاهوازي ابيٌ يريد الشموخ والكرم. لهذا يتجلد ويصبر ويقاوم حتى لا يُقال عنه قد نقصت شخصيته. او ما عنده شخصية. وهذه الشخصية هي الهوية. هي الاصالة. وهي الآمال التي نريد تحقيقها. الاشارة الذكية للشاعر لمصطلح الشخصية امرٌ جميلٌ جداً وهو من ميزات الشعر المتفوق. التأكيد على الشخصية الاهوازية هو التأكيد على روح الانسان الاهوازي...والقيم والمبادئ وفوق هذا هناك امور عبارة عن التطلعات والاحلام والطموحات والاهم هو الادراك والفهم والثقافة المتطورة العصرية الانسانية التي تريد السمو بالحياة.

هذا كله و الاشد ضيم الخصيم

الناوي يمحي اصلي او جنسيتي

کلنا نعرف ابا امجد ومواقفه السياسية. أنه لا يخاف لومة لائم في الصدع بالحقيقة. ونحن الاهوازيون أشد ما نعاني هو ضياع الهوية لنا. فهناك تيارات سياسية لا تريد لنا هويتنا العربية. تيارات هي بمثابة الخصيم. لهذا يرفع الشاعر عقيرته ليقول حقيقة مرة هي: الاشد ضيم الخصيم..الناوي يمحي. وهذا البيت غاية في المسئولية والالتزام الاجتماعيين.

 

اتحزمت ابزود وابنخوت عرب

وبسم يعرب هوست قافيتي

في بداية الفترة الخاتمية التي تُسمى بالاصلاحات..وعندما سُمح لعرب

الاهواز بالتحركات السياسية بشكل رسمي، كثيرٌ من شباب العرب أخذتهم الغيرة علىالشعب والوطن وبدأوا بتأسيس لجان وتيارات سياسية بهدف خدمة هذا الشعب وكشباب يشعرون بالمسئولية كانوا قد تحركوا حراكاً بدافع القومية لهذا يقول ابو امجد "وبسم يعرب هوستْ قافيتي.."

 

وانجمعنه والربع كلهم معاي

اتحققت

چنها يروحي امنيتي

الاحتفالات الشعبية التي اُقيمتْ كانتْ قد إمتلاتْ بالأفراح والآمال والطموحات..والشاعر اذ يرى تلبية الشعب للنخبة الادبية السياسية وانفتاح الحكومة عليها..يشعرُ بقرب تحقيق الاماني..وخاصة فوز التيارات العربية في الانتخابات البرلمانية والمجالس البلدية سبَّب شيئاً في تأكيد ايجابية الحراك وما نتج منه من مكاسب ثقافية وسياسية واقتصادية...وإنْ كانتْ ضئيلة ولكنها كانت نقطة عطفٍ مرَّ بها الشعب...

 

آنه سرت ابهل مسير او ماازل

اوللابد لا ما اغير نيتي

لكن الشعب ونخبته صُدم بجدار الفشل الصلب. ودب اليأس في نفوس الجميع مرة ثانيةمما دعى الشاعر ليؤكد عزمهُ على إكمال المسيرة رغم ما تكتنهه من موانع وصعاب. "للابد لا ما اغير نيتي" الخيبات تجعل الانسان ينظر الى وراءٍ وأمامٍ، ليحدد طريقه. والشاعر هنا يرى امتداد طريقه من دون تبدل وتغييرانه سائرٌ كما كان ولايزال...الثبات على الطريق هو دليل وصول عاجلا أم آجلا. والقليل ممن يسير في دربٍ ،فيبقى عليه رغم المشقات المتعددة، لكنها ثقافة لابد من ترسيخها في نفوس وربوع الوطن..

 

بس ل

چن ربعي تخلو بلعجل

چی تحت رقم الصفر مالیتی

في بعض الاحيان العمل الاجتماعي يتم بدوافع دونية كالمادة والمنصب. واذا لم يتحققا فينسحب الناشط من عمله. إنَّ نيته اساساً هي الدونيات من زاد الحياة ليس اكثر. بعضٌ من الناشطين لا يجيدون قيماً ولا يلتزمون مبادئاً، لهذا سرعان ما ينقلبون على أعاقبهم وفي أول عثرة او نكسة تحصل. هنا ينفضُّ شمل الرفاق من حول الشاعر الذي جمعهم بشعره المنادي بالقومية والوطن..والسبب كما ذكر الشاعر هو أنه لا يملك مالاً لكي ينال منه من اجتمع حوله من رفاقٍ، هم لا يطمعون اِلا بالمال..

 

انهجم بیت اهل المناصب والمقام

الحصلوا ه

ذا المهم بلحيتي

يشتدُّ بشاعرنا الشعبي الملتزم ابوامجد الحيدري الغضب، ليصيح ويذم المناصب و..لانكثيراً من الناس لا يطمحون سواها..ولا يحترمون غيرها..ومن ليس لديه منصب لايوجد لديه انصار ورفاق..ولكن نفس هذه المناصب (السياسية)أتتْ عبر نشاط وتعب الذين أخلصوا للقضية والوطن. وهنا يظهر تناقض مضحكٌ ومبكٍ، المنصب يأتي بجهود الناشط، ومن ثُم يرفض هذا الناشط لا لسببٍ غير أنه خالي الجيب، او لانه لا يطمع في المال والمنصب...

 

يرغبون العنده نقال او

پژو

وآنه لا كو

پرايد لاني اكويتي

احواي دشداشة هديه امن الصديج

وحته طلبه امن العرب

چفيتي

 

أنها ليست ثقافة، بل سخـ...، أن نقيِّم الناس بما يلبسون ويركبون. ولا نعيرُ لنشاطهم او جهدهم او التزامهم قيمةً. ومن البديهي أن أكثر شعبنا هم من الفقراء. وان ناشطهم الملتزم هو افقرهم. العمل الجتماعي في أكثر الاحيان يسلب المرء فرصة جمع المال، لا بل أن الناشط يبذل مما عنده في سبيل مجتمعه وناسه، فمن الثراء ينحدر الى الفقر..ومما هو مؤسف أن فاقته تصبح غير مرغوبٍ بها في عيون الناس وخاصة اهل المناصب الذين ذكرهم الشاعر وهم كانوا قد ارتقوا كراسيهم من على اكتاف الشاعر-النخبة ورفاقهِ..

 

بس

لچن عندي قناعة امن الكريم

وبلكرم والزود عامر بيتي

 

إن المجتمع الاهوازي كسائر المجتمعات العربية هو ذو قيمٍ أصيلة. واعلى هذه القيم ،قيمة الكرم والكرامة. مازالت العرب تحترم المرء حسب كرامتهوالكرامة تتحقق بالشجاعة والجود. فمن هو جبان او بخيل فليس بكريم. والشاعر، بعد ما ذكر استياءه من ثقافة وقيم، في الاصل ليستا بثقافة او قيم، يُنبذ الانسان عبرهما لانه فقرٌ..او لانه مخلصٌ في قضيته. هذا ما يُغضب شاعرنا ليذكرنا بان قيم العرب ليست في الثراء. فلا احترام ومكانة للثري ما لم يكن كريماً..وفي الواقع أن القيم العربية هي قيم انسانية في الاساس لانها لا تقيم وزناً للظاهر والمادة بل كل اهتمامها واحترامها يدور حول شخصية الانسان الذاتية...

 

او ما اتنازل من قضيتي اشما يصير

آنه عربي وافخر ابقوميتي

قيم العرب تجعل من الانسانِ، اِمرءاً شجاعاً وقوياً. ومهما توغل في فقر وفاقة ورُفض ونُبذ لن يفقد شخصيته. لانه يبني شخصيته على المعنويات، والمعنويات غير زائلة برغبة فلان وعلان..الشخصية العربية الاصيلة لا تكترث للظاهر ولا تنهزم من المادة وما تسببه من متاعب نفسية واجتماعية...ومرة اُخرى يؤكد الشاعر المسئول بأن" او ما اتنازل من قضيتي..." والقضية ليست الا هذا الشعب العربي الابي الكريم...ومن اجله يحيا ويموت ويتكبد المصاعب والمتاعب...

 

واخيراً...لا يبقى لي سوى القول بان الشعر او الفن بشكل عامة، لا بل حياة الانسان بنحواعم ، لا تخلد ولا تفلح الا بقبول المسئولية. فمن لا مسئولية له لا شرف لهوالشاعر الماجد ابوامجد الحيدري طالما حمل هموم الشعب والارض والاجيال على عاتقه غير مبالٍ بلومٍ وفقر ومتاعب اجتماعية وسياسية. هذه نقطة، والثانية ان الشعر لا يصبح شعراً ما لم يجد طريقاً الى قلوب الناس. والطريق الى تلك القلوب يتحقق عبر قناتين؛ الاولى تعبير عن همومهم والاخرى تعبير بلغتهماذن هموم الشعب ولغة الشعب هما اللذان يرفعان الشاعر ويضعانه في قلوب الناس ويُخلدانه في ضمائرهم وسجلهم القومي الحضاري

 

تم عمل هذا الموقع بواسطة